Tuesday, November 29, 2005

عن الحب يقول دي ميللو



هل سبق لك أن فكرت أنك تستطيع أن تحب فقط وأنت وحدك؟
ما معنى أن تحب وأنت وحدك؟
معناه هو أن ترى شخص أو شيء أو موقف، كل منهم على حقيقته،
كما هو بالفعل وليس كما تتخيله أو كما تتخيل تقبل الآخرين له؟؟
فأنت لا تستطيع أن تحب ما لا تراه. ولكن ماذا يمكن أن يعوق الرؤية الحقيقية؟

مفاهيمنا، أحكامنا المسبقة، توقعاتنا، آمالنا واحتياجاتنا، وأيضًا الأشياء التي نتعلق بها؟؟

كلام جميل

يعني ببساطة كده دي ميللو بيقول إن الواحد بيحب اللي هو بيتخيله
أو اللي هو عاوز يشوفه مش اللي موجود بجد ومش الحقيقة.
وطول ما الشخص ده ماشي زي ما إحنا عايزين،
ونفسنا يحصل وبيتبع كتيب ارشادات تخيلاتنا وما نتمناه أو نريده نشعر بالوله والعشق،
ولكن بمجرد أن شيء واحد مما نحلم بوجوده أو نتمسك بوجوده يختلف،
أو أصيب من لهم الأولوية في حياتنا بالإحباط من ذلك الشخص
يختلف الشخص الذي وقعنا في حبه، لم يعد كما هو، اختلف الحب؟ أنت اتغيرت خالص

سؤال دي ميللو (اللي دايما يسأل كتير) يا ترى من تغير، الشخص، أم نظرتي أم توقعاتي أم الموقف؟؟؟

هل جربت أن تحب حقيقة من أمامك؟ بعد أن انتزعت عنك كل مفاهيمك (عن ذلك الشخص)، آمالك (في هذا الشخص)، أحلامك، توقعاتك؟ وأ
ن تنظر فقط لما تراه أمامك في الواقع وليس لما تحلم أن تراه؟؟؟

Monday, October 03, 2005

Ho una banana nell'orecchio

بمناسبة فترة المطالبات والاعتراضات ورد الفعل "الصامت" والمتجاهل من قبل المسئولين، تذكرت من حواديت دي ميللو حكاية ظريفة جدًا

يقول دي ميللو: في إحدى المرات وفي حانة من الحانات، دخل شخص فوجد رجل يجلس على البار ولكن كانت هناك موزة تسد أذنه. بحسن نية ورغبة في المساعدة، وشهامة، ذهب الرجل لينبهه لحاله
يا أستاذ فيه موزة في ودنك
لم ينظر إليه الرجل
فربت الرجل على كتفه
وعندما نظر إليه الرجل بدأ يومىء له بالحركات كيف أن هناك موزة في أذنه
نظر إليه الرجل وقال: آسف مش سامعك، ممكن تتكلم بصوت أعلى، أصل فيه موزة في ودني

Wednesday, September 28, 2005

البداية

بناء على دعوة من رامي بفتح مدونة خاصة بأنتوني دي ميللو، وجدت نفسي أبحث في أركان ذاكرتي عن البداية وأول مرة قرأت لدي ميللو. ليس بحوزتي هنا في بلاد الفرنجة سوى كتابين فقط باللغة الإيطالية، أحدهما إهداء من صديقتي الإيطالية، وقت أن بدأ دي ميللو ينتشر هناك سنة ١٩٩٢. والنسخة المهداة من پاولا، هي صلاة الفضدعة، ولكن بالتأكيد لم تكن أول ما قرأت له.

وأنتوني دي ميللو أول من صدمني بمعرفة أن بديهيات الحياة ليس من المفترض أن تكون وأن تظل بديهيات، وكل شيء قابل للتأمل، وللتغيير، وللتفتيت، وليوضع موضع المساءلة، كل شيء بلا استثناء.
والشيء الثاني الذي تعلمته منه، على ما أعتقد، هو أن الحكم والأفكار العظيمة لا يجب بالضرورة أن تصدر عن وجه جامد وبكلمات حنجورية، بل يمكن العثور عليها في وسط الدعابات والطرائف، وربما أثناء بحثي هذا عثرت على الكثير مما كنت أعتبره نكتة أو مزحة لطيفة، ولكن مع اتباع منهج دي ميللو، أصبحت أتعلم من كل ما يمر على في الطريق، بغض النظر عن هيئته والطريقة التي يقدم بها.
وأشياء أخرى كثيرة.


يقول دي ميللو في إحدى حكاياته، بتصرف، فليس معي النص الأصلي لها:

في أحد الأيام هطلت الأمطار الشديدة في القرية حتى أغرقت كل شيء وبدأ الناس في الهروب، ومكث الكاهن منتظرًا، جاءه رجل بسيارة وقال له: تعالَ معنا، بعد قليل سيغرق كل شيء.
قال الكاهن بثقة: لا تخف، اذهب أنت، أما أنا سأنتظر حتى ينقذني الرب.
بعد قليل وبعد أن ارتفع منسوب المياه قليلاً، أتى رجل بعربة يجرها حمار وقال له: تعالَ، فرد عليه بنفس الثقة السابقة، لا الرب سينقذني، فأنا خادمه منذ سنوات عديدة ولن يتركني لأغرق.
أرتفع منسوب المياه حتى غطى كل شيء ولم يجد الكاهن أمامه سوى شجرة مرتفعة فصعد عليها، وبعد قليل جاءه رجل في قارب وقال له، تعالَ معنا الآن، لا توجد وسيلة أخرى للخروج من هذا المكان.
إلا إنه أصر مرة أخرى قائلاً إنه في انتظار الرب.


ومات الكاهن غرقًا


وصعدت روحه إلى السماء، ووجد نفسه وجهًا لوجه أمام الله

فنظر إليه بعتاب وقال له: لم يكن هذا عشمي يارب، بعد أن خدمتك كل هذه المدة تتركني لأموت غرقًا بهذا الشكل.
قال له الرب: أنا لم اتركك لقد أرسلت لك سيارة ورفضتها، عربة يجرها حمار ورفضتها، مركباً رفضته، ماذا كنت تريدني أن أفعل أكثر من ذلك؟؟؟؟؟؟؟